الاثنين، 9 يوليو 2012

في بيتنا مغرد

كانت أم وليد تغلي غضباً وهي ترمق أبو عيالها بنظرات نارية ، مبدلةً النظر بينه وبين ساعتها ، لتحسب له أكثر من ساعتين وهو مطأطيء الرأس محدق النظر في شاشة جواله الذكي دون أن يتحرك!
وبنبرة حادة: أبو وليد ...
أبو وليد: .......
كررتْ بصوت مرتفع غاضب: أبو ولييييد
أبو وليد (رافعاً رأسه متفاجئاً): ها .. ها .. وش عندك؟!
قالت هادرة: أنت ولا كأن أحد عايش معاك .. طول اليوم وأنت مبحلق في جوالك ولا تطالع في عيالك ولا تتكلم معهم .. وش عندك بالضبط .. لك فترة على هالحال!

ابتسم أبو وليد قائلاً: تعالي تعالي شوفي بالله هالهاشتاق يموت ضحك .. والله عالم محششة!
رفعت حاجبيها مغمغة: هاشـ ايش ؟! ايش تقول ؟!
قال: تعالي تعالي أعلمك على تويتر .. والله ياهو فلة ويضيع الوقت .. شوفي شوفي .. هنا الناس اللي يتابعوني وهنا الناس اللي أتابعهم وهنا الـ ...
قاطعته متسائلة في غضب: ومين ماشاءالله كل هالبنات ؟ هذا موقع زواج وتعارف ؟؟؟ هذي آخرتها يبو وليد هـ ...
قاطعها: يابنت الحلال أي زواج وأي خرابيط .. هذا شي عادي .. تويتر عالم مفتوح .. كل واحد يتابع اللي يبيه حسب اهتماماته وحسب الشي اللي يلاقيه عند اللي يتابعهم.
سألت وعينيها تتغرغر بالدموع: وش عندهم هالبنات شي مالقيته عندي ؟! آه يالزمن ...

أنقذ نفسه من مسلسل (الزمن غدار) الذي كادت أن تبدأه أم وليد مقاطعاً: يابنت الحلال هذا صار شي عادي مجرد قراءة ووناسة ومتابعة لكن انتي الحلا والغلا وأم العيال وسوالف العصر والليل .. وتالي الليل ... وغمز لها غمزة ذات معنى.
احمرت وجنتا أم وليد خجلاً ، واستغل هو الفرصة قائلاً: خلنا نتعشى وأعلمك عليه.

في مساء اليوم التالي ، تفاجئت أم وليد بزوجها يدخل مغضباً مكفهر الوجه أحمره ، صائحاً: انتي ماتستحين على وجهك .. وش يقول عني الرجّال ؟؟ وش يقولون عني في المسجد والحارة ؟؟ ياللي ماتستحين .. ياللي مخك ضرب .. كبرتي وخرفتي ..
أم وليد: وش فيه ؟؟؟؟! وش صار؟!
أبو وليد: ليش مسوية فولو لجارنا أبو محمد ؟
وهي تستعيد حوار اليوم السابق ، لم تنبس أم وليد ببنت شفة ..

الخميس، 26 يناير 2012

دعوة في زجاجة

كادت الشمس تغرب .. وهما يمشيان برومانسية على ساحل البحر .. يلقي بذراعه على كتفها ويحتويها كطفلة .. وهي تلف ذراعها حول خصره بدلال .. يتبادلان الهمس والضحكات والقبلات الخاطفة .. كان ينظر إليها بشغف وحب شديد ، وهي تخبره كم تتمنى طفلا ً منه .. يشبهه .. كي تشمه وتقبله وتتأمله في لحظات غيابه هو .. كانا يراجعان تفاصيل حياتهما معا ً .. سيارة المستقبل .. البيت وأثاثه وألوانه .. وحتى أسماء أطفالهما الذين مازالوا في علم الغيب .. و ... ظهرت تلك الزجاجة على طرف الساحل ، بعد أن ركلتها موجة خفيفة ، لتستلقي على مرأى منهما ، يداعبها الموج ..

هرولت قافزة نحو الزجاجة وهي تهتف فرحة : "يارب يكون فيها رسالة .. زي الأفلام "
ساعدها في إزالة طحالب من عنق الزجاجة بعد فتحها ، وأخرجوا ورقة قد تغير لونها وريحها جراء رحلتها الطويلة – ربما – عبر البحار .. تسارعت أنفاسها وهي تفض الرسالة بسرعة وفضول ، وحذر ، حتى لا تتمزق .... ووجدت حروفاً تكاد تذوب ولا تكاد تـُـقرأ ....... وبدأت تقرأ ..

"حبيبتي ..... أود أن أناديكِ باسمك .. ولكن يعجز لساني عن نطقه وقد كرهته أكثر من نفسي .. ولا تسأليني حتى لمَ أناديكِ بـ "حبيبتي" .. لا أدري ماذا أقول ولا من أين أبدأ .. لا أدري حتى لمَ أكتب هذه الرسالة ولمن !! ما أعرفه أن لا أحد يسمعني ، وأن هذا متنفسي الوحيد كي لا أموت هماً وكمداً .."

"حبيبتي .. أكرهكِ وأشتهي وصلكِ .. على أنه لم يعذبني أحد سواكِ .. إلى الآن لا أعلم لمَ تركتني !! لمَ تجاهلتني !! أين ذهبت سنين الانتظار وليالي الشوق والعذاب ؟! أين ذهبت وعودكِ لي بألا تكوني لغيري ؟! إلى الآن أبحث عن خطئي الذي تركتني من أجله ، والذي لا أعلم ما هو !! إلى الآن أحمّل نفسي ما لا أطيق من العذاب ، وألتمس الأعذار لكِ ولحبكِ لي ، كي أكون مذنباً في قضيتي معكِ .. وتكونين أنتِ الحمل الوديع الذي تربص به الذئب ، ولكنه أفلت منه .. إلى الآن لم أفهم معنى آخر كلماتك لي ، بأنكِ لم تعودي تشعرين بي ولا بحبي !! ولم يعد هناك ما تقدمينه لي .. وأن اهتمامكِ بي قد توقف !! خاصة وأنكِ لم تذكري سبباَ .. هل يبدأ الحب فجأة وينتهي فجأة ؟؟ هل يفقد الإنسان إحساسه بإنسان فجأة ؟؟ هل فقدتِ انتمائكِ لي فجأة ؟؟ هل تتبخر الوعود فجأة ؟؟ لا أفهم .. لا أفهم !! وأكثر ما لا أفهمه هو لماذا مازلتُ أحبكِ بعد هجركِ لي !! هل كنت مرحلة في حياتكِ انتهى وقتها ؟! هل كنت لعبة مللتها أو وردة فقدت رونقها ، وآن أوان غيرها ؟! سنة وشهر مرت على آخر مكالمة بيننا ، ولا زلت أذكركِ وكأنه الأمس !! وبما أنكِ الصديق الوحيد الذي أعرفه .. والقلب الوحيد الذي ما زلت أستأمنه ، فدعيني أخبركِ بما حصل لي في هذه الأشهر .."

"حبيبتي .. بعد أن كنت لا أعرف إلا طبيب الأنف والأذن والحنجرة ، تعرفت أخيراً على عيادة وطبيب الأمراض النفسية .. وبعد أن كنت أرفض الدواء بأنواعه ، أصبحت لا أنام إلا بمهدئات .. وعرفت الآن فقط لماذا فقد قيس عقله أمام ليلى .. أصبحت أعرف تفاصيل الأرصفة وأنوار الشوارع وزجاج المحلات والسيارات .. لأنني أبحث عنكِ في كل مكان على أمل أن أجدكِ .. حبيبتي .. لا أخبركِ بهذا كي أثير شفقتكِ ، بل لأنني أدركت أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .. وقد قررت أن أدعو عليكِ .. فإذا أجيبت دعوتي ، وندمتِ على ما فعلته معي .. وقتها ستبحثين عني في كل مكان ، وفي كل حبة مطر ، وتحت كل ذرة رمل .. وقتها فقط تذكري عذابي ، وابكِ إن كان ينفعكِ البكاء .. ابكِ حتى لآخر دموع مقلتيكِ .."

"حبيبتي .. دعوتي الأولى أن ينسيني الله إياكِ ، وأن يرزقني بقلب أطهر وأفضل منكِ .. وحب جديد يكون أقوى من حبي الأول ، كي يشفيني الله منكِ ويستخرج سمّكِ من جسدي وروحي .. وكي أؤمن بأن الحب الآخر قد يكون أقوى من الأول .. ودعوتي الثانية .. أن تصلكِ رسالتي هذه وأنتِ مع حب جديد .. في لحظة غروب شمس .. تتهاديان على شاطئ بحر .. وأنتِ تلقين على مسامعه نفس وعودكِ لي .. وأنتِ تخبرينه كم تشتهين طفلاً منه .. يشبهه .. كي تشميه وتقبليه وتتأمليه في لحظات غيابه هو .. فتقرأن رسالتي معاً ، فتنهار كل أحلامكِ ، وأحلامه .."

التوقيع : محب سابق

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

الذاكرة : التنويم الرقمي المغناطيسي (5)

استخدم السحرة قديماً التنويم المغناطيسي لإيهام الناس برؤية ما لايرونه ، وسبر أغوار عقولهم وأسرارهم . ومع اهتمام العلم والعلماء بالتنويم المغناطيسي أخذوا في تحليله ودراسته ووضع قواعده وأسسه للإفادة منه إلى أقصى حد .
وقد وصل النازيون إلى مراحل متقدمة جداً في هذا المجال إبان الحرب العالمية الثانية ، حيث الهدف هو رفع كفاءة المقاتلين ، وتلقينهم لغات أخرى ، ودفعهم للقيام بعمليات انتحارية لا يدركون مدى تهورهم فيها !
وقد نجحت فكرة تعلم لغة جديدة تحت تأثير التنويم المغناطيسي نجاحاً باهراً . حيث استوعب المنوَّم في ساعات تحت التنويم مايحتاج إلى أسابيع من الدراسة الجادة المتواصلة في حالة الوعي الكامل !! كما نجحت فكرة رفع كفاءة المقاتلين .... لكن لم تنجح فكرة دفع الجنود للقيام بعمليات انتحارية !!! فلسبب غامض ، كان التنويم عاجزاً عن دفع المنوَّم للقيام تحت تأثير التنويم بما يخالف معتقداته ومبادئه في اليقظة !
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، اكتشف الحلفاء طريقة النازيين في تلقين وتدريب جنودهم بالتنويم المغناطيسي ، وكيف استخدموها أيضاً في دفع الأسرى للاعتراف تحت تأثير التنويم .

من هنا بدأ المجال يتسع ليشمل جميع المجالات . فكان أول من استخدمه الأطباء النفسيون ، لعلاج مرضاهم عن طريق العودة لماضيهم ، وكشف سبب عقدتهم ، ومن ثم العمل على إزالة هذه العقدة . وكان الأسلوب المستخدم في هذه الفترة هو نفس الأسلوب الذي نراه في الأفلام السينمائية ، وهو تحريك ساعة أو بندول أما الشخص المستهدف بإيقاع منتظم ، والتحدث بنبرة صوت معينة في ظروف معينة .... وهذا كله جعل الأمر ناجحاً عند بعضهم وغير نافع عند الآخرين ، حيث يحتاج هذا النوع من التنويم إلى مواصفات محددة في المنوِّم للسيطرة على المنوَّم ، فكان لابد من وجود وسيلة موحدة لجميع المنوِّمين لتحقيق التنويم المغناطيسي الكامل على أي شخص يتم اختباره .

مع دخولنا عصر الحواسيب ، لم يكن من الممكن ألا نستفيد من وجوده في شتى المجالات ، وخاصة في مجال ثري ومثير كالتنويم المغناطيسي . لذا قام مجوعة من المبرمجين بتنفيذ وتطوير مجموعة برمجيات تتيح للمنوِّم - مهما كانت خصائصه الشخصية - أن يحقق التنويم الكامل للشخص الهدف ، مما جعل العلم يقفز قفزات واسعة في هذا المجال . وكل يوم تتطور البرمجيات وتظهر غيرها ، وتظهر نتائج مثيرة ومبهرة أمام العلماء تجعلهم يؤمنون بأن العقل البشري يوقظ كل خلاياه النائمة ، ويدفع بكل خلاياه الرمادية للعمل في آن واحد . تماماً كأنك دخلت لإحدى غرف منزلك التي تحوي مئة لمبة في سقفها ، وبدلاً من أن تضيء لمبة واحدة فإنك تضيء الأنوار كاملة ، مما يجعل الاستفادة بكل ذرة في عقلك تصل ذروتها .

شهود الجرائم تمكنوا من الوصول لمرحلة تذكر وصفاء عقلي هائلة بعد إخضاعهم لجلسات تنويم مغناطيسي برمجية ، فقد تذكروا تفاصيل دقيقة جداً ، كلوحة سيارة ، أو خدشاَ بسيطاً في يد القاتل ، أو كلمة قيلت ولو بلغة أخرى لا يعرفها الشاهد . والأهم أننا نستطيع من خلال هذه العمليات استعادة الذاكرة الموروثة للآباء والأجداد وإن بعدوا . وهذا لا يحدث في كل الأحوال ، ولكنه حقق نتائج إيجابية في سبع عشرة في المائة من الحالات الخاضعة للتجربة . وهذه نسبة كبيرة ، خاصة وأن العلماء مقتنعون بأن برمجيات التنويم المغناطيسي لم تتطور بالقدر الكافي بعد .

العقول بعد ربع قرن من الآن ستختلف تماماً عن عقول الحاضر ، ووسائل زرع المعلومات تحت تأثير التنويم المغناطيسي ستتطور كثيراً ، حتى أنا شاباً في العشرين سيكون لديه خمسة أضعاف علوم ومعارف آلبرت آينشتاين ، وصبيٌ في الخامسة من عمره سيجيد ما لا يجيده جده العجوز ، وسيصبح العالم عالم العقول فقط . وقد بدأت بعض الدراسات والأبحاث حول إمكانية استبدال التعليم الحالي بجرعات تعليمية أو كبسولات تعليمية تـُـلقـَـن تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، ليستيقظ بعدها الشخص وقد تعلم في ساعات ما لن يستطيع تعلمه في شهور من الدراسة المكثفة . وبالتالي يمكن الاستفادة القصوى من طاقات الشباب وتلقينهم بالضبط العلم الذي سيستخدمونه في حيواتهم العملية .

ولكن كثيراً من العوائق تقف أمام قرار صعب وشائك مثل هذا القرار . من هذه العوائق سؤال هام ، ماذا لو استحوذت دولة بذاتها أو حلف من الدول على هذا العلم بحيث تعطيه لمن تشاء وتحرم آخرين منه ؟ أو بمعنى آخر تعطي الصلاحية لنفسها في تعلم ماتشاء من العلوم المتقدمة ، في الوقت الذي لا تسمح لدول أخرى سوى بتعلم الزراعة البسيطة أو بتعلم النجارة مثلاً ؟ تماماً كما تسمح حالياً بعض الدول المتغطرسة لنفسها بالتسلح النووي ، وتحظر الآخرين عن ذلك !! قد يتم بقرار مثل هذا استعباد عقلي عالمي دون إراقة قطرة واحدة من الدماء . وفي الوقت الذي سيتمتع صفوة من الناس بخيرات العالم ، ستجد آخرين تم تلقينهم على البلاهة و الطاعة العمياء يعملون من أجل الصفوة ومن أجل زيادة ثرواتهم !!!

العقل البشري لا حدود له ولطاقاته ، وأول قاتل لهذا العقل هو أن تحرم نفسك من الإيمان بقدراته ، أو أن تحصر إيمانك بقدراته في حدود ثقافتك وعلمك . وإذا كان الجسد لا حدود لقدراته - والدليل أن الأرقام القياسية في الألعاب الأولمبية يتم كسرها في كل دورة - فإن العقل أولى أن يكون جباراً أمام حدود الجسد . وحصر الإيمان بالأشياء في حدود العلم القاصر والثقافة المحدودة هو الذي أخرج كثيراً من أرباب الديانات الفاسدة من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد . ولولا عظيم صنع الله في خلق العقل ، لما استطاع أن يهزم أعظم حواسيب العصر ، والذي يقوم بملايين العمليات والاحتمالات الحسابية في الثانية ، في لعبة الشطرنج . وهذ مثال صغير فقط عما يستطيع العقل البشري فعله .
الموضوع يحتاج إلى إيمان .... إيمان قوي بقدرات هذا العقل ، وبعدها سيكون التطوير والتسليح العقلي من أسهل مايكون .
فسبحان الله العظيم ..
ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ..

تمت بحمد الله

الخميس، 28 يناير 2010

الذاكرة : ذكريات آدم - عليه السلام - (4)

إلى جانب صعوبة وتعقيد إجراء التجارب على البشر ، فإنها تحتاج فترات طويلة تمتد لسنوات لرصد وتحليل النتائج . بعكس الحيوانات سريعة التكاثر ، مثل الفئران وخنازير غانا ، وخاصة في تجارب الذاكرة .
فقد ثبت توريث الذاكرة في الطيور بنسبة سبعين بالمئة ، حيث يخرج الكتكوت من البيضة إلى مصدر الغذاء مباشرة ، دون تعليم أو توجيه ، بينما ثلاثين بالمئة يكتسبها مع العمر والخبرة . والحيوانات تتوارث الذاكرة بنسبة ستين بالمئة ، بينما الأربعين بالمئة المتبقية تكتسبها مع الخبرة . بينما مع الإنسان يصعب الانتظار لعام أو عامين على الأقل لنرى نتائج الذاكرة الموروثة !
فخلص العلماء إلى اقتراحين يستطيعون من خلالهما دراسة ذاكرة البشر . أول الاقتراحين أن يتم مقارنة أمخاخ الحيوانات بالبشر لمعرفة الأثر الوراثي لكل منهما ، وهذا صعب - بل شبه مستحيل - لجهل العلماء بتركيب المخ في الحيوانات والبشر ، إلى جانب عدم وجود مراكز محددة للذاكرة . والاقتراح الآخر هو التنويم المغناطيسي ، حيث يتم تصفح عقل وذكريات المنوَّم مغناطيسياً واستخراج ما كمن في ذاكرته . وتم الاستقرار على الاقتراح الثاني .

فريق من المتطوعين تم إخضاعهم للتنويم المغناطيسي ، وطلب منهم المنوم العودة إلى الماضي ، إلى أقصى نقطة يستطيعون العودة إليها . وتحت تأثير التنويم غاص المتطوعون في أعماق ذكرياتهم التي لم يكتسبوها في حياتهم ، وظهرت النتائج بشكل مبهر لم يخطر ببال أكثرهم تفاؤلاً !!
المتطوعون عادوا بذاكرتهم إلى أيام طفولتهم الأولى ، بل تخطوا ذلك إلى ذكريات الرحم منذ تكون المخ وسجل كل ما مرّ به !! ثم فجأة تم تجاوز كل هذا لنقطة لم يتوقعها أحد .......... لقد بدأ بعضهم يتحدث بلغات غريبة لم يتعلمها في حياته قط ، وبعضهم تحدث بلسان يخالف عمره وطبيعته وجنسه !
متطوعة بريطانية ، تحدثت بلسان جندي فرنسي من جيش نابليون بونابرت(1) ، في الوقت الذي أكد فيه كهل أمريكي بأنه صبي هندي مات في صغره !!!
وانحنى العلماء يدونون ويحللون كل ماسمعوه وشاهدوه ، في محاولة للفهم .... وخلصوا أن الأمر يتعدى مرحلة الذاكرة الموروثة إلى مرحلة الترانزستور(2) !!!

بالعودة إلى فكرة تناسخ الأرواح ، نجدها نشأت من كون بعض الناس بدأ يستعيد فجأة بعض الذكريات الغريبة من قبل مولده ، ذكريات تنتمي إلى عالم آخر وجنس آخر !
وأول من رصد هذه الظاهرة هي المعتقدات الهندوسية والكونفوشيوسية(3) ، وفسرتها بأنها تناسخ أرواح(4) . وإن كانت الفكرة غير مقبولة إسلامياً ولكنها مقبولة في بعض الديانات الأخرى . وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي قام العلماء بتجارب خاصة تستخدم التنويم المغناطيسي لإعادة الإنسان لأقدم ذكرياته .
كان الهدف وقتها هو الوصول بذاكرة الإنسان إلى مرحلة النمو في الرحم ليصف مشاعره وأحاسيسه في تلك المرحلة . لكن النتائج جاءت مفاجئة ، حيث انتقل المتطوعون إلى ماقبل الرحم !!!! قبل ولادتهم بأيام ، وسنوات .... بل وقرون !

بعض الخاضعين للتنويم عادوا بذاكرتهم مائة عام إلى الوراء ، وتحدثوا عن أمور بتفاصيل شديدة الدقة ، اندهش العلماء عندما تأكدوا من صحتها بعد البحث ! وبعضهم عاد إلى ماض سحيق وتحدث بلسان امرأة ، وأخبرهم بأنه تم إعدامه ضمن محاكم التفتيش !!
ووجد العلماء أنفسهم أمام حالة لم تسجلها مراجعهم ، حالة وصفوها بأنها نوع من تناسخ الذكريات .... وفي مرحلة ثانية جاء من يربط هذا بتناسخ الأرواح ، وإن كانت الفكرة غير مقبولة دينياً وعقلياً !!!
وفي الوقت الذي بدأ بعض العلماء يبحث عن مرجعية دينية للأمر ، ظهرت على السطح فكرة الاتصال العقلي المخي المشترك ، حيث كشف العلماء أن عقول البشر جميعهم تشترك في شبكة معلومات واحدة ، وأن مايعرفه شخص ما ، قابل جداً للانتقال إلى الآخرين لو تم تحفيز الجزء المناسب من المخ ! ولو أضفنا نظرية الذاكرة الموروثة ، فسنجد أن محصلة أو مجموع أمخاخنا تحوي تجاربنا وتاريخنا منذ بدء الخليقة .... منذ آدم عليه السلام !

حين نخضع شخصاً للتنويم المغناطيسي ، فإننا نوقظ في أعماق مخه شبكة الاتصال بالآخرين ، ونستخرج كل ذكرياته الموروثة ، وتلك المكتسبة والتي نسيها بتقدم عمره وبإهمالها ، وإن كان قد سمعها عـَـرَضاً ، ولو بلغة أخرى !
بمعنى أدق ، بتنويمنا شخصاً ما مغناطيسياً ، فنحن نحول عقل المنوَّم إلى أرقى وأدق واصفى جهاز استقبال عقلي ، لا يستخرج المخزون في ذاكرته فحسب ، بل يستقبل ماتختزنه عقول من حوله في مدى معين !

وهنا واجه العلماء تساؤلاً خطيراً ....
إذا كان التنويم يجعل من أمخاخنا أجهزة استقبال فائقة التردد ، فماذا عن الإرسال ؟؟
وبدأت تجارب من نوع آخر ....

(يتبع)
______________________
(1) نابليون بونابرت: قائد عسكري فرنسي عاش قبل أكثر من مائتي سنة . لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الرابط : http://ar.wikipedia.org/wiki/نابليون_بونابرت
(2) الترانزستور: أشباه موصلات أحدث اختراعها ثورة في عالم الحواسيب
(3) الهندوسية والكونفوشيوسية: عقائد شرقية
(4) لمزيد من المعلومات عن تناسخ الأرواح يرجى الرجوع لمقالة الذاكرة : تناسخ الأرواح (2)

الاثنين، 25 يناير 2010

الذاكرة : شبكة المعلومات العقلية (3)

عندما يقوم كل فرد وكل مجموعة رسمية وغير رسمية على هذا الكوكب بإضافة أفكاره ومعلوماته إلى شبكة الانترنت ، تصبح تلك المعلومات متاحة لجميع مستخدمي الشبكة ، مما يعني أن هذه المعلومات الفردية من العقول الفردية كونت فيما بينها شبكة هائلة لا حدود لها لأنها تتسع كل يوم .
وكذلك الاتصالات عبارة عن شبكة واسعة تربطها الأقمار الصناعية ، مما جعل اتصال شخص من ساحل العاج بصديقه في جزر الواق واق أمراً أسهل من شرب الماء .
وما أثبته العلم مؤخراً أن عقولنا - عقول البشر - تصنع فيما بينها شبكة عقلية معلوماتية بلا حدود .. فكل منا - مهما كانت قدراته - لديه القدرة على قراءة عقول الآخرين ، واكتساب الخبرات منهم ، والاستعانة بتجاربهم ، وتبادل التحذيرات والمعلومات معهم !

هناك العديد من السمات البشرية التي أخمدها التطور وقضت عليها حضارة البشر في العقول البشرية . فالإنسان القديم مثلاً كانت لديه القدرة على تحريك صماخ الأذن نحو مصادر الأصوات ، وكانت هذه قدرة معتادة حتى لم يعد الإنسان يحتاج إليها لعدم خروجه للصيد إلا للتسلية ، فضمرت تلك السمة إلا من عدد محدود من البشر .
وكل الناس - تقريباً - قديماً كانت لديهم غريزة التنبؤ بالخطر ، إلا أنها ضمرت كسابقتها مع تطور وسائل وأجهزة الأمن والحماية ، ولكنها تظهر في مواقف متفرقة ، كجزع الأم المفاجئ على ابنها الذي يبعد عنها آلاف الأميال عندما يصيبه مكروه ، وكحادثة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع سارية ، وهذا ينطبق أيضاً على شبكة المعلومات العقلية أو المخية .
فقديماً كان أفراد القبيلة الواحدة يشعرون ببعضهم بعضاً ، ويمكن لكل منهم قراءة أفكار ومعلومات ومخاطر الآخرين دون الحاجة إلى الحديث . ولازلنا نرى مثل هذه المشاهد في السينما الأمريكية ولا نستغربها !

إذاً المخ البشري يحوي وسيلة اتصال بأمخاخ الآخرين ، ولكن هذه السمة ضمرت مع التطور والحضارة . وبالمعنى العلمي : نحن نولد بهذه القدرات ، ولكننا نفقدها مع الزمن وفقاً لنظرية داروين التي تنص على أن : "العضو المستعمل ينمو ، والعضو المهمل يضمر" ويماثلها : "القدرة المستعملة تنمو ، وغير المستعملة تضمر" .
ويعني هذا أنه بعد عام أو اثنين من الولادة ، ومع عدم تنمية قدرة الاتصال العقلي ، يفقد الإنسان هذه السمة ، فلا يعود يتذكر بعدها طبخاً ولا قيادة سيارات ، ولا حتى يصبح قادراً على التواصل العقلي !!!
والحل الوحيد لهذه المعضلة هو تنمية هذه القدرات منذ الولادة .. وقد كان !
فقد لاحظ العلماء أن التوائم المتماثلة ، والأطفال الذين يولدون في مكان واحد ، يمكنهم التواصل دون أن يتخاطبوا ، بل حتى قبل أن يمتلكوا القدرة على الكلام ، ودون حتى أن تتطور لغتهم ! وبدأ العلماء تجاربهم من هذا المنطلق .

ترك العلماء مجموعة من الصغار يتواصلون ويتحدثون ويتشاركون معلوماتهم بعقولهم ، في بيئة مدروسة وراقية ، حتى بلغوا الثالثة من العمر .. وكانت النتائج مدهشة !!
الصغار طوروا فيما بينهم شبكة معلومات عقلية أصبحوا يتواصلون من خلالها دون الحاجة إلى التخاطب . ففي حجرة منفصلة وضع أحد العلماء طفلاً وأمامه عدة أشكال من بينها مكعب أحمر . وما أن لمس الطفل هذا المكعب حتى سرى في جسده تيار كهربي مدروس جعل الطفل ينفر منه ولا يلعب به .
وبعدها أحضروا طفلاً آخر ووضعوا أمامه نفس الأشكال ، فلعب بها كلها سوى المكعب الأحمر . على أنه لم يلتق الطفل الأول الذي تم وضعه في حجرة خاصة !! وتكرر الأمر مع الطفل الثاني والثالث والرابع .... وتكررت التجربة للمرة الثانية والخامسة والعاشرة ، وكانت النتيجة واحدة .. جميع الأطفال بعد الطفل الأول لم يلعبوا بالمكعب الأحمر ، وأبدوا تخوفهم منه عندما تم إجبارهم على اللعب به !!
وكانت النتيجة واضحة .
الطفل الأول نقل جميع خبراته ومعلوماته إلى عقول الأطفال الآخرين دون حتى أن يلتقي بهم ، عبر شبكة عقلية غير مرئية فائقة التردد !

وكان من الممكن أن تستمر مثل هذه التجارب ، لولا تدخل منظمات الطفولة ومنعها إجراء التجارب على الأطفال . ولكن العلماء كانوا قد وصلوا إلى مرحلة أثبتوا فيها وجود هذه الشبكة العقلية ، وبدأوا في دراستها وتطويرها بالفعل ، وكان لهذا الفضل - بعد الله سبحانه وتعالى - في تفسير كثير من الظواهر التي عجز العلم عن تفسيرها لسنوات ، وأهمها فكرة تناسخ الأرواح ، والتي توصل العلماء لحقائق عجيبة عنها ، قد لا تقرأها أو تسمع بها حتى في أعظم روايات الخيال العلمي تفاؤلاً وجنوناً .
(يتبع)

السبت، 23 يناير 2010

الذاكرة : تناسخ الأرواح (2)

تناسخ الأرواح فكرة تقول بأنه إذا ماتت الأجساد حلت الأرواح في أجساد أخرى ، بغض النظر عن إنسانية الأجساد أو حيوانيتها ، وقد تكون حشرة أو طيراً أيضاً ، وفقاً لرصيد أعمال المتوفى في حياته السابقة ، فقد يعود في صورة أسد أو ذبابة ليكفر عن أخطائه القديمة والدائمة !! فإذا تساوت الحسنات والسيئات عادت الروح في حياة أخرى - ثالثة - جديدة إنسانية قد تكون في جسد ذكر أو أنثى بغض النظر عن جنس المتوفى في الحياة الأولى أو الثانية .

هذه الفكرة وإن كانت تخالف معتقداتنا كمسلمين ، ولكنها أمر مسلم به عند البوذيين والهندوس ، بل إنها إحدى دعائم معتقداتهم ، ودون الخوض في مناقشات دينية ، يكفي القول بأنهم ما آمنوا بتلك الأفكار عبثاً ، بل لأنهم واجهوا مواقف وأحداث حقيقية - مثبتة علمياً وتاريخياً - صاحبها علم قليل وجهل كثير ، إلى جانب ميل فطري بشري لتصديق الخزعبلات والشعوذة ، فصدقوا تلك الأحداث وفسروها بما يناسب ثقافتهم وعلمهم . ومن تلك الأحداث ذكاء أحد الحيوانات الملحوظ عن كافة بني جنسه ، أو تعلق الحيوان بشخص أو بغضه لآخر دون مبرر ، بل أعطوا أمثلة على إعجاب الإنسان بإنسان آخر أو بغضه له دون مبرر أيضاً ، وتفسيراتهم لا تعنينا - كمسلمين - كثيراً ، كما أنها لا علاقة لها بالنظرة العلمية أيضاً .

النظرة العلمية تؤكد أن الذاكرة التي نحملها في أمخاخنا والتي نحيا بها ومعها لا تختص بنا وحدنا ، بل هي ذاكرة جماعية مشتركة ، توارثناها جيلاً بعد جيل !! وبالتالي فهي عبارة عن عصارة وملخص ذاكرات الأجداد من نسل واحد ، والتي نقلوها إلى الأجيال اللاحقة . وفي كل جيل يتم توريث الذاكرة المكتسبة إلى جانب الذاكرة الموروثة ، فيتم توريث ذاكرة أكبر مع كل جيل ، مما يجعل الأمر أشبه بتوريث مكتبة كاملة من الموسوعات ، مما يعني أن يكون الجيل الجديد أذكى وأمهر وأكثر براعة وحنكة (1) .

وقد أثبت العلم نظرية توارث الذاكرة ، ووضع أسسها وقواعدها منذ بضعة أعوام . ولأن العلم لا نهاية له ، ولأن نهم العلماء لا ينتهي ، فقد استمرت دراسة العلماء للذاكرة وخفاياها وأسرارها وقوتها . وبمصادفة بحتة أثناء الدراسات ، توصل فريق من العلماء لحقيقة مدهشة تـُـعرف بـالذاكرة البشرية التراكمية المشتركة .
وحتى نفهم هذا المصطلح ، لابد و أن نلقي الضوء سريعاً على كيفية عمل شبكات المعلومات والانترنت ، وهي طريقة بسيطة في مفهومها ولكنها معقدة للغاية في تنفيذها .

(يتبع)
______________
(1) نستطيع أن نرى الفرق بين طفل اليوم وبين جيل الأطفال منذ 25 عاماً أو تزيد ، والفرق واضح بين الطفل الذكي اليوم والطفل الساذج سابقاً .

الجمعة، 22 يناير 2010

الذاكرة : تجربة (1)

من عجيب صنع الخالق - عز و جل - هذا المخلوق العجيب المسمى "الذاكرة" . ففعلياً لا يوجد داخل مخ الإنسان مايسمى بمركز الذاكرة ، بل هو تعاون بين أجزاء المخ في آن .. فهناك ذاكرة بصرية ، ومثلها سمعية ، وشمية وغيرها .
فعندما ترى شخصاً تعرفه ، تخبرك الذاكرة البصرية أن هذه هيئته ، والذاكرة الشمية تؤكد أن هذه رائحته ، وهكذا .. وأمام عمل الذاكرة المعقد والمنظم والمدهش ، اكتشف العلماء حقيقة أخرى عن الذاكرة أصابتهم بالذهول ، وقد يكون أهم وأقوى البحوث العلمية في هذا المجال ، بل في كل المجالات على الإطلاق !!!

بدأ الموضوع بتجربة بسيطة عن زوج فئران أطلقها أحد العلماء في متاهة معقدة ، ليرى قدرتها على التعلم والتذكر . وبعد عدة محاولات حفظت الفئران المتاهة ، وأصبحت تقطع الطريق حتى النهاية دون أن تتوقف أو تتردد لحظة واحدة !!
ولأن ذاك العالم يحتاج إلى فئران أكثر في تجاربه ، فقد ترك هذه الفئران تتزاوج لينتج جيلاً جديداً من الفئران الصغيرة .
وذات يوم خطر ببال العالم أن يختبر قدرة الفئران الوليدة على التذكر والتعلم ، فأطلق بعضها داخل نفس المتاهة ، وكانت المفاجأة !!!! الفئران التي لم تختبر هذه المتاهة قط ولم ترها في حياتها ، عبرت المتاهة حتى خط النهاية دون خطأ واحد وكأنها تعرف مسارها مسبقاً ، أو كأنها ورثت ذاكرة أبويها على نحو أو آخر !!
وانبهر العالم وكرر المحاولة مع فئران وليدة أخرى للزوج نفسه ، فعبرت المتاهة من أول مرة بكل يسر وسهولة .. وهنا كرر العالم المحاولة مع فئران تم توليدها من زوج آخر ، فبدت حائرة تائهة لا تعرف طريقها ، ولم تصل خط النهاية سوى بعد ستة محاولات على الأقل !!! ومع تكرار المحاولات بين فئران زوج المتاهة وفئران أزواج أخرى لم تختبر المتاهة كانت النتائج مبهرة ، وكلها تؤكد أن ذاكرة الأبوين انتقلت لصغارهم ، بحيث يتذكرون كل ماتعلمه الأولون ولو على الأقل لفترة من الزمن .

ففي إحدى تجاربه ، اختار العالم فأرين وليدين من جيل حوى ستة فئران وأطلقهما في المتاهة ، فبلغا خط النهاية دون تردد ، واحتفظ بالفئران الأربعة الأخرى لشهر كامل دون أن يجعلها تختبر المتاهة ، ثم جعلها تختبر المتاهة في الشهر الثاني ، فبلغ واحد منها فقط خط النهاية بعد محاولة واحدة ، بينما احتاج الثلاثة الآخرون إلى ثلاث محاولات حتى تبلغها !!
وفي الجيل الثالث لم يجعل نصف الفئران تختبر المتاهة سوى بعد مرور شهرين كاملين ، فلم يبلغوا جميعهم خط النهاية سوى بعد أربع محاولات !!

كل هذا جعل العالم يستنتج أن الجيل الجديد من الفئران يولد وهو يحمل ذاكرة الأبوين ، ثم لا تلبث هذه الذاكرة الموروثة أن تختبئ في ركن مظلم من المخ لتفسح الطريق أمام الذاكرة المكتسبة كلما مر الوقت وزادت الخبرات . والوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذه الذاكرة الموروثة هي تنميتها منذ الأيام والأسابيع الأولى للولادة !
وبعد تكرار التجربة والتيقن من نتائجها ، طرح العالم سؤالاً مهماً :
ترى هل تنطبق هذه النتائج على البشر أيضاً ؟؟؟؟
وهنا كانت التجربة مختلفة .....

(يتبع)