الاثنين، 9 يوليو 2012

في بيتنا مغرد

كانت أم وليد تغلي غضباً وهي ترمق أبو عيالها بنظرات نارية ، مبدلةً النظر بينه وبين ساعتها ، لتحسب له أكثر من ساعتين وهو مطأطيء الرأس محدق النظر في شاشة جواله الذكي دون أن يتحرك!
وبنبرة حادة: أبو وليد ...
أبو وليد: .......
كررتْ بصوت مرتفع غاضب: أبو ولييييد
أبو وليد (رافعاً رأسه متفاجئاً): ها .. ها .. وش عندك؟!
قالت هادرة: أنت ولا كأن أحد عايش معاك .. طول اليوم وأنت مبحلق في جوالك ولا تطالع في عيالك ولا تتكلم معهم .. وش عندك بالضبط .. لك فترة على هالحال!

ابتسم أبو وليد قائلاً: تعالي تعالي شوفي بالله هالهاشتاق يموت ضحك .. والله عالم محششة!
رفعت حاجبيها مغمغة: هاشـ ايش ؟! ايش تقول ؟!
قال: تعالي تعالي أعلمك على تويتر .. والله ياهو فلة ويضيع الوقت .. شوفي شوفي .. هنا الناس اللي يتابعوني وهنا الناس اللي أتابعهم وهنا الـ ...
قاطعته متسائلة في غضب: ومين ماشاءالله كل هالبنات ؟ هذا موقع زواج وتعارف ؟؟؟ هذي آخرتها يبو وليد هـ ...
قاطعها: يابنت الحلال أي زواج وأي خرابيط .. هذا شي عادي .. تويتر عالم مفتوح .. كل واحد يتابع اللي يبيه حسب اهتماماته وحسب الشي اللي يلاقيه عند اللي يتابعهم.
سألت وعينيها تتغرغر بالدموع: وش عندهم هالبنات شي مالقيته عندي ؟! آه يالزمن ...

أنقذ نفسه من مسلسل (الزمن غدار) الذي كادت أن تبدأه أم وليد مقاطعاً: يابنت الحلال هذا صار شي عادي مجرد قراءة ووناسة ومتابعة لكن انتي الحلا والغلا وأم العيال وسوالف العصر والليل .. وتالي الليل ... وغمز لها غمزة ذات معنى.
احمرت وجنتا أم وليد خجلاً ، واستغل هو الفرصة قائلاً: خلنا نتعشى وأعلمك عليه.

في مساء اليوم التالي ، تفاجئت أم وليد بزوجها يدخل مغضباً مكفهر الوجه أحمره ، صائحاً: انتي ماتستحين على وجهك .. وش يقول عني الرجّال ؟؟ وش يقولون عني في المسجد والحارة ؟؟ ياللي ماتستحين .. ياللي مخك ضرب .. كبرتي وخرفتي ..
أم وليد: وش فيه ؟؟؟؟! وش صار؟!
أبو وليد: ليش مسوية فولو لجارنا أبو محمد ؟
وهي تستعيد حوار اليوم السابق ، لم تنبس أم وليد ببنت شفة ..