الجمعة، 22 يناير 2010

الذاكرة : تجربة (1)

من عجيب صنع الخالق - عز و جل - هذا المخلوق العجيب المسمى "الذاكرة" . ففعلياً لا يوجد داخل مخ الإنسان مايسمى بمركز الذاكرة ، بل هو تعاون بين أجزاء المخ في آن .. فهناك ذاكرة بصرية ، ومثلها سمعية ، وشمية وغيرها .
فعندما ترى شخصاً تعرفه ، تخبرك الذاكرة البصرية أن هذه هيئته ، والذاكرة الشمية تؤكد أن هذه رائحته ، وهكذا .. وأمام عمل الذاكرة المعقد والمنظم والمدهش ، اكتشف العلماء حقيقة أخرى عن الذاكرة أصابتهم بالذهول ، وقد يكون أهم وأقوى البحوث العلمية في هذا المجال ، بل في كل المجالات على الإطلاق !!!

بدأ الموضوع بتجربة بسيطة عن زوج فئران أطلقها أحد العلماء في متاهة معقدة ، ليرى قدرتها على التعلم والتذكر . وبعد عدة محاولات حفظت الفئران المتاهة ، وأصبحت تقطع الطريق حتى النهاية دون أن تتوقف أو تتردد لحظة واحدة !!
ولأن ذاك العالم يحتاج إلى فئران أكثر في تجاربه ، فقد ترك هذه الفئران تتزاوج لينتج جيلاً جديداً من الفئران الصغيرة .
وذات يوم خطر ببال العالم أن يختبر قدرة الفئران الوليدة على التذكر والتعلم ، فأطلق بعضها داخل نفس المتاهة ، وكانت المفاجأة !!!! الفئران التي لم تختبر هذه المتاهة قط ولم ترها في حياتها ، عبرت المتاهة حتى خط النهاية دون خطأ واحد وكأنها تعرف مسارها مسبقاً ، أو كأنها ورثت ذاكرة أبويها على نحو أو آخر !!
وانبهر العالم وكرر المحاولة مع فئران وليدة أخرى للزوج نفسه ، فعبرت المتاهة من أول مرة بكل يسر وسهولة .. وهنا كرر العالم المحاولة مع فئران تم توليدها من زوج آخر ، فبدت حائرة تائهة لا تعرف طريقها ، ولم تصل خط النهاية سوى بعد ستة محاولات على الأقل !!! ومع تكرار المحاولات بين فئران زوج المتاهة وفئران أزواج أخرى لم تختبر المتاهة كانت النتائج مبهرة ، وكلها تؤكد أن ذاكرة الأبوين انتقلت لصغارهم ، بحيث يتذكرون كل ماتعلمه الأولون ولو على الأقل لفترة من الزمن .

ففي إحدى تجاربه ، اختار العالم فأرين وليدين من جيل حوى ستة فئران وأطلقهما في المتاهة ، فبلغا خط النهاية دون تردد ، واحتفظ بالفئران الأربعة الأخرى لشهر كامل دون أن يجعلها تختبر المتاهة ، ثم جعلها تختبر المتاهة في الشهر الثاني ، فبلغ واحد منها فقط خط النهاية بعد محاولة واحدة ، بينما احتاج الثلاثة الآخرون إلى ثلاث محاولات حتى تبلغها !!
وفي الجيل الثالث لم يجعل نصف الفئران تختبر المتاهة سوى بعد مرور شهرين كاملين ، فلم يبلغوا جميعهم خط النهاية سوى بعد أربع محاولات !!

كل هذا جعل العالم يستنتج أن الجيل الجديد من الفئران يولد وهو يحمل ذاكرة الأبوين ، ثم لا تلبث هذه الذاكرة الموروثة أن تختبئ في ركن مظلم من المخ لتفسح الطريق أمام الذاكرة المكتسبة كلما مر الوقت وزادت الخبرات . والوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذه الذاكرة الموروثة هي تنميتها منذ الأيام والأسابيع الأولى للولادة !
وبعد تكرار التجربة والتيقن من نتائجها ، طرح العالم سؤالاً مهماً :
ترى هل تنطبق هذه النتائج على البشر أيضاً ؟؟؟؟
وهنا كانت التجربة مختلفة .....

(يتبع)

هناك 4 تعليقات:

  1. ياريت تمشي على البسر
    انا لازم اجرب المتاهة قبل ما اخلف عشان اورث الذكاء لاولادي :)

    موضوع حلو اتمنى لك المزيد من التقدم
    شكرا

    ردحذف
  2. السلام عليكم موضوع جميل لكن انا اشك في مسألة توريث

    الذاكرة حتى لو كنت ماني بعالم لانه لو فيه توريث

    للذاكرة كما اكتشف هذا العالم كان جميعنا نعرف

    نطبخ لاننا نرث هذا الشئ من امهاتنا وكان بدل ما

    مانتعلم القيادة نطلع سواقين من الصغر لاننا

    ورثنا من ذاكرة الاب فن القيادة انا ضد هذة الفكرة

    لانها غير واقعية ابدا ابدا انا مع الحدود العامة

    للتوريث من ناحية الشكل وبعض النواحي الشخصية

    لكن على النحو المذكور سابقا لا لانه في هذة الحالة

    ما يحتاج ندرس اولاد العلماء لانهم بيولدوا علماء

    واخيرا موضوع جيد لكن لابد ان لا يوضع بدون تعليق

    منك حيث تبين لي من خلال طرحك انك متفق مع الفكرة

    وهذا غير صحيح من وجهة نظري خصوصا مبدأ التوريث

    لكن مبدأ ان الذاكرة شئ جميل خلقه الله انا معك

    اخوك / نايف

    ردحذف
  3. أهلين أدهم
    انت لو كملت معانا الموضوع حتشوف ايش حتقدر تسوي في عيالك ..
    أشكرك على الإطراء :)

    ردحذف
  4. وعليكم السلام نايف
    انت مستبعد الموضوع وضربت أمثلة بالطبخ والسواقة ، لكن آخر مقطعين في النص وضحت التجربة اللي أثبتت إن الذاكرة المكتسبة تزيح الذاكرة الموروثة إذا لم يتم استخدامها ..

    أما تعليقي باقي ماوصلت له لأن الموضوع باقي لم يكتمل ..
    عموماً تابع معي بقية الموضوع وانت تشوف عجايب قدرة الله وعجايب الذاكرة والعقل البشري .

    ردحذف