السبت، 25 يوليو 2009

ساعدوا الشيطان .... ببلاش !

خرج علينا الشاب السعودي مازن عبد الجواد في قناة LBC واصفاً حياته الجنسية ، طاعناً في نساء جيرانه ، ومظهراً نساء السعودية بمظهر الماديات اللواتي قد يبعن أنفسهن من أجل المادة ! وعرض أدواته الرخيصة بوقاحة وإباحية ، فجاهر بالمعصية وخدش الحياء ، وخدش كرامة شعب وكرامة وطن ..

وعلى قدر ما تتباين وجهات النظر حول أي قضية ، إلا أن قضية مازن عبد الجواد لاقت ردة فعل واحدة ، وهي اللعن والسب والشتم والمطالبة بأقصى العقوبات لهذا المارق المأفون ، ووصمه بأبشع وأقذر العبارات وكأن واصمه وشاتمه ولاعنه منزه عن الخطأ ! هذا غير بعض المعوقين ذهنياً اللذين وصفوه بـ "بقايا الحجاج" وأن هذه الأفعال الحقيرة لا تصدر إلا من المتسعودين ؛ وكأن السعوديين "عيال الحمولة" لا يخطئون ومايجيبون العيد ولا حتى ويك إند !!!!

لن أدافع عن هذا الشخص ، ولن أبرر أفعاله ولن أحللها ، بل سأحلل ردود الأفعال التي تشعر من قوتها بأن مطلقيها آلهة لم يخطئوا ولم يذنبوا في حياتهم .. إن كان ذنب مازن أنه جاهر بالمعصية ، فكثيرون في حياتنا اليومية يجاهرون بمعاصيهم ومغامراتهم المغربية والدمشقية والمحلية في المجالس والمنتديات ، بل ويتفاخرون بها أمام القاصي والداني وأمام الأجانب وغير المسلمين أيضاً وعلى ملأ اليوتيوب .. فلماذا الآن هذا التقريع الشديد لمازن وقد جاهر كما يجاهرون وأذنب كما يذنبون ؟؟

سافروا للخارج بدءاً من الدول الأقرب فالأبعد لتروا أفعال السعوديين جهاراً نهاراً ، غير مبالين بسمعة السعودية أو بسمعة الإسلام ! بل قبل أن تسافروا وأنتم في الطائرة سترون البوادر ابتداءً من "تشليح" العبايات ورميها في كيس مكرمش ، وانتهاءً بالتحرش بالمضيفات ..
التدخين والتفحيط والمغازلة وإسبال الثياب ورفع صوت الأغاني في الشوارع ، بل محلات بيع أشرطة الأغاني بحد ذاتها كلها مجاهرة بمعاصي ، لماذا لم تقم قائمة الشعب على هذه الذنوب وعلى المجاهرين بها ، أم أنها من كثرتها أصبحت علكة قديمة بصقناها وبحثنا عن غيرها و لم ننتبه لمرارة طعمها !!!!

لا ألوم الشعب على غيرته وحميته ، بل ألومه على عدم عقلانيته وعدم موضوعيته ، ونظرته الدائمة للأمور بمنظار عاطفي حماسي متعجل .. مالفرق بين مازن وبين أكبر مختلس ومستغل لمنصبه في الدولة يقول بأعلى صوته عند شكوى أحدهم "أعلى مافخيلك اركبه" ؟؟؟؟ أليسوا سواءً في المجاهرة ؟؟؟

روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد شرب الخمر فقال : اضربوه . فمنا الضارب بيده والضارب بثوبه والضارب بنعله . ثم قال : بكتوه فأقبلوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ما خشيت الله وما استحييت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بعض القوم : أخزاك الله . قال : لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان ولكن قولوا : اللهم اغفر له اللهم ارحمه . (هداية الرواة 3/439)

مازن أخطأ وعليه من الله ما يستحق ، ولكن لا جدوى من سبه والفرح بالقبض عليه والشماتة فيه ، بل الأصل أن نعمل بسنة نبينا ، ولعل مازن قد تاب الآن توبة ، لو وزعت على أهل جدة لكفتهم .. لكن وش أقول عن شعب طفشان ما صدق قضية تصير عشان يجلس يلوك فيها غير : ساعدوا الشيطان على أخيكم ، اعملوا لحساب الشيطان .. لكن تراكم تشتغلون متعاونين لحسابه ببلاش !!

اللهم اغفر لمازن ..
اللهم ارحم مازن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق