الثلاثاء، 9 يونيو 2009

يوم في حياتي (1)

استيقظت متأخراً يومها ..
كان يوماً كبقية أيام جدة الكئيبة المملة الرطبة ..
وزادت كآبتي لما تذكرت كمّ المشاوير الذي لديّ ، بين بنك ومستشفى ومول ووكالة نقليات وشغلانة مايعلم بيها إلا ربك !
واللي زادني طرب إن ماعندي سيارة ، لكن وش أسوي !!! ماهنن غير تكاسي .. واستعنت ع الشقا بالله ..

نزلت من بيتي حاملاً نفسي على عكازين ..
وحاملاً كيس كارفور (مو دعاية لكارفور) ومنشفتي الزرقاء وشورت سباحتي الأسود يظهران من شفافية الكيس داخله ..
أشرت لأول تاكسي بالوقوف ، وطلبت منه أن يأخذني للمستشفى الفلاني ، وعقلي يهيئني نفسياً لجلسات العلاج الطبيعي المؤلمة لركبتي المصابة بسبب كرة القدم اللعينة !
ولأن لي فترة لم أحلق ذقني ، ولأن هيئتي بالشورت "البرمودا" والفلينة اللي "مو مكوية" + عكازين وكيس فيه منشفة وشورت ، كان يوحي بفقر شديد ، أو أنني في طريقي للمستشفى عشان أجلس أشحت على بابها !
والأهم أنه كان يوحي بأي شيء سوى أن أكون سعودياً بالتأكيد ..
وهذا ما أعطى لسائق التاكسي العربي الأفريقي الفرصة أن يمارس علم الفراسة عليّ ، فيخمن هل أنا من الجزائر أم من الأردن الشقيق !!!
استغربت من فراسة الرجل التي راعت هيئتي ولم تراع لهجتي !!
المهم أنني بعد محاولات مستميتة للتأكيد بأني سعودي وهو يرفض ، اضطررت للاعتراف "زوراً" بأنني من بدو سيناء !!!
وهنا ... وهنا فقط ، بدأ الأفريقي يسب ويلعن في سلسفيل اللي جابوا السعوديين على أبو أشكالهم على أبو اللي يشتغل عندهم ! وكأنه ارتاح لاعترافي بأني غير سعودي فأخذ راحته !!
وبدأ يعدد مساويء السعوديين والسعوديات ابتداءً من اللي بيشرفوه في السيارة ونصبهم عليه وعدم سدادهم لمستحقات المشوار ، مروراً ببعض الشباب "السعوديين" الذين يشحذون السائق أن يوصلهم ببلاش أو بخمسة ريال ، وانتهاءً بسواقة السعوديين الرعناء عند وجود بنات في التاكسي وإجبار التاكسي على التوقف !

الحقيقة أن غضب حديثه ، وحقيقة أنني أحب أن أرى كيف يرانا الآخرون ألجمت لساني عن الدفاع عنا .. عن السعوديين أقصد وليس بدو سيناء ..
وانطلق الرجل يروي روايات عجيبة وغريبة ليس هذا المجال لذكرها عن أسوأ مافينا ومافي شعبنا وأرضنا .. وسواء كانت رواياته صحيحة أو ملفقة فقد استمعت إليها كاملة ودون مقاطعة ..
وفي نهاية الرحلة سألته وأنا أنقده ريالاته بزيادة (كنت أحاول أحسن الصورة بصراحة) لو وريتك بطاقتي السعودية تعفيني من الفلوس ؟؟؟
تردد الرجل في الإجابة ولسان حاله يقول : افرض طلع كلامه صح ، اخسر حق المشوار ؟؟؟ خليه ينحرق هو وجنسيته ، والله لو يكون مرّيخي حتى ! ولدهشتي رفض عرضي وكأنه رضي بنفسه حكماً ..
ومن شدة غيظي طلعت بطاقتي ووريته إياها ، أطال الوقت مقلباً النظر بيني وبين بطاقتي وكأنه ينتظرني أن أقول : معاك الكاميرا الخفية ، عاوز نزيع ، نزيع !! ثم ابتسم وأعادها لي وقال : أنا آسف !!!!
قلت في نفسي : اشبي بلطشك الحين على اللي قلته ؟؟ انت ماقلت شي غير وانت متيقن منه من كثر ماجاك !!

دخلت المستشفى وبدأت علاجي الطبيعي في المسبح الدافئ
واللي صار في المسبح كان شي عجيب !
وللحديث بقية

هناك تعليقان (2):

  1. "لركبتي المصابة بسبب كرة القديمة اللعينة !"

    منت بسيط يا ايها الاعرابي خطيرة كلمة "اللعينة"

    يا سلام عليك بدأت ابداعات هشومي

    ردحذف
  2. هههههه
    يسعدني وجودك وتواصلك يانايف
    إن شاءالله يكون عجبك الحالي
    و إن شاءالله يعجبك اللاحق

    ردحذف