الاثنين، 8 يونيو 2009

الوقت الميت

من الأمور الملاحظة في معظم دول العالم - إن لم يكن كلها - هو أن وقت مابين صلاتي الظهر والعصر ، أو الوقت مابين الواحدة ظهراً والثالثة والنصف عصراً هو وقت حيوي. بمعنى أن جميع المرافق والمصالح تكون في هذه الأوقات متاحة ومتوفرة للجمهور. بعكس الوضع في مملكتنا الحبيبة ، فلا تجد أي مرافق مفتوحة سوى أبواب المدارس وأبواب المطاعم!! أما المحلات التجارية والحلاقين والسباكين والنجارين والخياطين والمولات التجارية والمقاهي والمكتبات فكلها مغلقة وكأن هذا الوقت هو وقت إجباري للراحة والإغلاق!!!
لماذا هذا الوقت ميت عندنا ؟؟؟ لماذا لا يتم تفعيل هذا الوقت بصورة صحيحة ؟؟؟ وحتى نزن الأمور بميزان عادل ، فلنحدد إيجابيات وسلبيات هذا الموضوع.

من إيجابياته :
1- أن أصحاب دوام الشفتات سيجدون وقتاً للتبضع وقضاء مصالحهم الشخصية في ذاك الوقت.
2- فتح مجالات عمل كثيرة ومتنوعة لشريحة كبيرة من العاطلين ، حيث سيتبع ذلك تعيين أشخاص جدد تبعاً للشفت الجديد ، أو زيادة مرتبات بعض الوظائف المتدنية الرواتب (وكلا الأمرين إيجابيين).
3- (قد) يكون سبباً في بدء التعيين بنظام الساعة في المقاهي والمحلات التجارية ، وهذا النظام مفيد للطلبة وذوي الدخل المحدود ، ومفيد لأصحاب التجارات المختلفة لأنه لا يلزم بتأمين طبي ولا تأمينات اجتماعية لهذه الفئة.
4- التخفيف من زحام المدن الكبيرة في أوقات مابين الخامسة عصراً والتاسعة مساءاً بسبب خروج الكل لقضاء مصالحهم.
5- يعلم الناس كيفية استغلال الأوقات.
وقد يجد بعضكم إيجابيات أكثر من هذه ، ولكن هذه بعضها.

أما سلبياتها :
1- قد تكون صعبة لأصحاب الأعمال الخاصة أو من يديرون محلاتهم أو تجارتهم بأنفسهم في السيطرة على أعمالهم أو على إحراز تنافس مرضي في مجالهم.
2- قد تكون مرهقة مادياً لأصحاب المحلات التجارية في تعيين أشخاص جدد لوقت العمل الجديد ، إلى جانب زيادة مصاريف الكهرباء وخلافه.
3- قد تسبب زحام غير طبيعي ، خاصة في المدن الكبرى ، بسبب أوقات الخروج من المدارس والأعمال. والزحمة الموجودة كفاية بصراحة!!
4- عبء كبير على شركة الكهرباء في صيف السعودية الحار ، وكفاية إن شركة الكهرباء مو قادرة تجمّل مع البيوت ، فمو ضروري نفشلهم في المحلات والمولات إلخ!! ومو ناقصة قطع كهرباء!! وقد يجد بعضكم سلبيات أكثر ، ولكن ...

بغضّ النظر عن السلبيات والإيجابيات ، فهذا قرار فردي (بالنسبة لغير المحلات في المولات التجارية) ونصيحتي الشخصية لمن أراد المنافسة في مجال تجارته أو صنعته: كن متوفراً للعميل في كل وقت ، وسيأتيك العميل في كل وقت
ومن وجهة نظري كزبون ، لو وجدت ضالتي في وقت عصيب كوقت مابين الظهر والعصر ، فسأحترم صاحب ضالتي ، وقد أتحول من زبون ضال لزبون دائم ، لأنه احترمني كزبون وحيد في وقت ميت ، فسأحترمه كصاحب تجارة أو صنعة في كل الأوقات.
قد يقل الزبائن في هذا الوقت ، ولكن في أعماق العميل سيحترم صاحب هذه التجارة أو هذه الصنعة ، وسيوجهه عقله الباطن والواعي لنفس المكان في المرات اللاحقة لأنه يعلم بوجوده دائماً في الخدمة.... وخاصة في الوقت الميت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق