الثلاثاء، 9 يونيو 2009

آخر يوم في حياتك

لو استيقظت صباح أحد الأيام وعلمت أن اليوم هو آخر أيام حياتك ، وأنه بنهاية هذا اليوم لن تشرق عليك شمس من جديد! لن أسألك عن شعورك حينها ، ولكن سأسألك ماذا ستفعل ؟؟ هل ستسامح وتتسامح من الكل ؟؟ أم أن الوقت لا يسمح ، ومساحة الكبرياء والغضب والانكسار لا تسمح ؟؟
هل ستفعل كل ماحلمت أن تفعله ولم تفعله لسبب ما ؟؟ من تصريح بحبّ ، أو تسلق للجبال ، أو ركوب للأمواج أو قفز من الطائرة أو استقالة من عمل ممل أو سفر مفاجئ أو تجربة شيء جديد أو تقبيل لقدميْ والدتك ؟؟ أم أن التفكير في ضيق القبر سيستولي على تفكيرك ؟؟
هل ستتنازل عن كبريائك وتحفظك وطبعك الصلد لترضي شريك حياتك الذي طالما لمّح وصرّح بحاجته لشيء معنوي أو جسدي منك ، وكان كبريائك وطبعك يمنعك من تنفيذ رغباته بحجة ألا يسيطر علينا الطرف الآخر وألا نكون لقمة سائغة له وأن نحافظ على صورتنا القوية أمامه وأن (الثقل صنعة) ؟؟ أم أن يومك الأخير سيشهد خضوعك وتنازلك لشريك حياتك وسيشهد اندماجكما الأقرب والأصدق .... والأخير؟؟
هل ستخبر زوجتك وابنتك وأباك وأمك بأنك تحبهم ، أم أن طبعك القاسي الصامت سيرافقك للنهاية ؟؟
هل ستقضي يومك في الصلاة وقراءة القرآن أم في مساعدة مسلم وقضاء حاجته ؟؟ ما أعلمه أنه بصلاتك وتلاوتك للقرآن تزيد حسناتك بإذن الله ، وبمساعدتك لمسلم تزيد حسناتك بمساعدتك له وكلما دعا لك ولو بعد موتك بإذن الله.
هل ستغير شيئاً من مبادئك المتزمتة التي لم يكن ليضيرك أن تغيرها إرضاءً لحبيب أو صديق أو قريب ، والتي لم تكن بتغييرها تخالف دينك ؟؟ أم أن بعض العادات والتقاليد البالية والتي تخالف حتى صريح ماكان يفعله أو يقوله أو يقرّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ستظل محكمة قبضتها حول عنقك حتى الموت ؟؟
هل ستختلف نظرتك للأطفال المشردين عند إشارات المرور ؟؟
هل ستختلف نظرتك لجنسيات شرق آسيا وخاصة منظفي الشوارع منهم ؟؟
هل سترى ظهر الإمام للمرة الأولى بوقوفك خلفه في الصلاة ؟؟
هل يكون يومك الأخير هو أرقى أيام حياتك وأول يوم تكون كل ممارساتك فيه جديدة ؟؟
هل سيشهد يومك الأخير تغلب التطبع على الطبع ، ولأول مرة في حياتك ؟؟

همسة : متى كانت آخر مرة جربت فيها شيئاً جديداً لم تفعله من قبل ؟؟
اقتراحات :
1 - اطلب من إمام مسجد الحي أو المؤذن أن يسمحوا لك بالأذان في فرض الصلاة المقبل ، استمتع بشعورك وصوتك يصدح في الآفاق .. تغلب على خوفك وحاول.
2- تناولي أدوات التنظيف وتوجهي للحمام - أعزكم الله - وقومي بتنظيفه ، لتشعري بشعور الخادمة ، ولتكسري شيئاً من كبر قد يكون في صدرك ، وهذا مافعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أحس بشيء من كبر في صدره بأنه أمير المؤمنين.
3- أرسل رسالة نصية لأمك تحوي كلمتين فقط "أحبك يا أمي" . وبقدر ما تتوقع تعليقات مضحكة أو نظرات مستريبة ، بقدر ماستكون ذكرى جميلة وإحساس جميل تعيشه ، وإحساس أجمل تهبه لأمك.
4- اغسل سيارتك بنفسك.
5- اخرجي إلى السوق دون رسم عينيك المعتاد أو تبرجك المعتاد أو عبايتك الضيقة أو مشيتك المتبخترة. جربي البساطة ولو لمرة واحدة ، وقارني .. لا تقارني نظرات الناس فليس هذا بمهم ، قارني بين ذاتك القديمة وذاتك الجديدة ، وبين شعور وشعور ، واسألي نفسك هل هناك مايستحق عدم التغيير !
6- توجه لجارك ، اطرق الباب .. واجلس معاه لدقائق .. اسأله عن أحواله وتفقد إن كان يحتاج شيئاً ، وأعطه من طعامك ، ولا تنسى وصية رسول الله للجار.
7- امسحي رأس طفل مسكين في الشارع.
8- اعتمر عن أحد أقاربك أو أصدقائك المتوفين ، وتصدق عنه.
9- قم الليل ولو بركعة واحدة ، ولو بعد صلاة العشاء مباشرة.
10- اختر أحد عاداتك السيئة ، وقرر ألا تفعله اليوم فقط على سبيل التجربة.
هذه الاقتراحات ليست محددة بذاتها ، وإنما طرقت تفكيري أثناء كتابة المقال. افعل شيئاً جديداً في حياتك و عش شعوراً جديداً.
وصدقني .. الشعور بالأشياء الجديدة يجدد روحك ويجدد حياتك ، ويفتح لعقلك آفاقاً من فهم الحياة وفهم الآخرين كبير.
فلا تضيع على نفسك فرصة التجديد ولو بشيء بسيط ، وابدأ الآن باختيار اسم عشوائي من جوالك لم تهاتفه منذ زمن (كبداية) .. اتصل وسلم واسأل عن الأحوال ، وبقدر حرجك من الاتصال بعد طول غياب ، بقدر ماستكون ذكرى طيبة في نفس متلقي الاتصال ، وبقدر ماسيكون هناك تجديد في حياتك وقوة أكبر للتغيير.
الآن وبعد التجربة الأولى ، ابدأ بأحب الناس إلى قلبك ..
وبأسوأ مافيك ..
وبأكبر مخاوفك ..
وتصرف وكأنه آخر يوم في حياتك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق